فبرايّر

 في اليوم الذي تركتك فيه
نسيتُ كيف أتنفس
وحدي في فراش يسع إثنين
رميتُ بجسدي على الأريكة
وتذكرتُ كم جمعتنا الطاولة قبل يومٍ واحد
وكم نثرناها بسرعة، عند موعدنا
وصمتٌ ثقيلٌ، يحمله الهواء
والهدوءُ يُنهيني
تفحصتُ كل شيء في البيت
كُرسي وسَتائر
الأطباق مكدسة في الحوض
الغسالة مرتعشة ترتجف
إلى أخر شيء، لم أجد أي أثر
فلماذا حرمتني من العودة ؟ 
ماذا حل بعيناك اللتان كانتا ملاذي ؟ 
لا أدري هل هو انتهاء أم شمسًا أخرى أبهتت وهجي
ألم أخبرك أن لي بعض الأحلام
لا تأتي بدونك ؟ 
وبعد أن يفوت الأوان
ستدرك حقيقة الأمور
ستدرك مدى حبي وولعي بك
ستفهم كيف ملأتُ حياتك دون علمك
وبعد فوات الآوان
ستتمنى لو أني كتبت كل هذا من قبل
ستحاول إيقافي عن الرحيل
لكنك أضعت الفرصة
أصبحَ الصمت يقهرني
الغرف خالية منك
ورعشة جسدي تُوقِف معدتي
فأنا الذي كتب الرسائل بكل إهتمام
وأنت الذي قرأتها بلِا اكتراث 
واكتفيتَ بأن ترتوي الحب من يدي
سرعانما أصبحت الأيام أطول بدونك 
ظللت أحضر صدمة الانفصال
فلا شيء يستمر في الحياة
حتى الحب ليس مستثنيًا
بدأت أتقبل فكرة عدم التمسك بك بشكل مفرط
أتعلم ؟ صليت كل يوم
بأن ألمحُ في عينيك أخيرًا حبلًا يجذبُني
أما آن الوقت لتفرق حيرتي ؟
وأن الزمن يمضي بلا رجعة
وأن كلماتي كانت نداء لقلبك المطمئن
فلن يطأ شعرك المشذب معصمي الصغير
ولا رغبة لي فيك بعد الآن
ولا بطاولتنا الزرقاء 

تعليقات

  1. غير معرف12 أغسطس 2023 في 12:29 م

    the best thing ive read

    ردحذف
  2. غير معرف12 أغسطس 2023 في 2:34 م

    You are amazing

    ردحذف
  3. غير معرف12 أغسطس 2023 في 3:46 م

    بدعتي

    ردحذف
  4. غير معرف24 أغسطس 2023 في 7:18 م

    لاشيء يستمر في الحياة ..
    حتى أنتِ .. وبالأخص أنتِ

    ردحذف

إرسال تعليق

thank u for reading <3

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرام بحقّ ما جرى أن ننتهي غرباءً

 حرام بحقّ ما جرى أن ننتهي أغرابًا   أريد وداعًا يشبه حكايتنا، وداعًا يرقص على أوتار شعورنا، وداعًا يُطرب آذان الملائكة، يهمس حكايات عن نجومٍ كنا نراقبها معًا،  عن ضحكات هزّت جدران منزل لم يعد لنا فيه مكان، وداعًا يُخلد ذكراه في صفحات التاريخ.  أريد وداعًا يشبه دمعة حارة تُسكب على خدٍ شاحب، وداعًا يُشبه قبلةً أخيرةً تُطبع على جبينٍ حزين، وداعًا يشبه زهرة ذابلة تُلقى على قبر موحش لتُعلن عن قصة لم تكتب لها نهاية سعيدة. لا أريد وداعًا يشبه نسيانًا، وداعًا يُمحى، وداعًا يُطفئ دفئنا، وداعًا يُدفن مشاعرنا في قبرٍ بارد.  أريد وداعًا يشبه وعدًا، وعدًا باللقاء في يوم ما، وعدًا بالعودةِ إلى حيثُ بدأنا، وعدًا بأن الوِد سيبقى حيًا مهما طال الغياب. أخشى أن نرحل بلا دموع، بلا همسات أخيرة، بلا نظرات خاطفة، بلا إعترافات ناقصة.  أخشى أن نترك صفحاتنا بيضاء، بلا حكايات، بلا جروح، بلا ندوب، وكأنّنا لم نعبر يومًا من هنا، وكأنّنا لم نزرع في قلوب بعضنا شعورًا.  أخشى أن نغادر تاركين خلفنا خيبة أملٍ ثقيلة، وفراغٍ لا يُملأ، وقصّة لم تكتمل، وكأنّنا لم نكن يومًا نجومًا ساطعة...
Read more »

لا تقترب، لا تقبلني الوداع

  لا   تقترب،   لا   تقبلني   الوداع             -  لا   تقترب،   لا   تتوسل،   لا   تلفُظ   أحبك   الأخيرة  - الانفصال   لم   يكن   من   صنع   القدر،   كانت   تصرفاتك   وكان   ..   قراري .  غادرتُ   دون   إغلاق   الباب،   على   أمل   أنك   ستلحق   بي،   أجُر   قدماي   مُبتعدة   مُخلفة   أثرًا   يسهُل   عليك   تعقبه،   رجوتُ   أن   تحاولني   لمرة،   ألّا   تخيّب   ظني،   إشارة  أنك   تبالي   بأحدٍ   سواك . أبتعدت   قدرما   أستطيع،   فصورة   الحب   التي   كانت   لدي   عننا   إنهارت،   ووعود   الخلود   التي   قطعناها   على   بعضنا   تلاشت،   وغروب   شوقنا   يفنى   في   اللحظة  التي ...
Read more »