لا تقترب، لا تقبلني الوداع
لا تقترب، لا تقبلني الوداع
- لا تقترب، لا تتوسل، لا تلفُظ أحبك الأخيرة -
الانفصال لم يكن من صنع القدر، كانت تصرفاتك وكان .. قراري.
غادرتُ دون إغلاق الباب، على أمل أنك ستلحق بي، أجُر قدماي مُبتعدة مُخلفة أثرًا يسهُل عليك تعقبه، رجوتُ أن تحاولني لمرة، ألّا تخيّب ظني، إشارة أنك تبالي بأحدٍ سواك.
أبتعدت قدرما أستطيع، فصورة الحب التي كانت لدي عننا إنهارت، ووعود الخلود التي قطعناها على بعضنا تلاشت، وغروب شوقنا يفنى في اللحظة التي نعيشها، ولا يزال يتعين علي الاستمرار في المشي من خلال هذه الأنفاق المظلمة حيث يموت نور الأمل. لعشرة أشهر والعد لايزال مستمر، طوال الطريق، كان علي أن أتعلم كيف أعيش في صمت، لأسمح لذهني أن يخلق صوتًا لك، فكيف أمنع نفسي من الانهيار عندما أسمع اسمك ؟ لم أعلم أنه كان علي التوقف عندما كنت أزال مسيطرة على نفسي وما كان يحدث من حولي، حتى خرج عن سيطرتي، فأنا لم أتركك فقط، تركتني معك، تداعيتُ ببطء حتى أصبحت أقرب شيء إلى الجنون وأبعد شيء عن العقل، أصرخ وأدعو إلى الجدران، أتوسل أن يجيبوا علي، لكنهم لم يفعلوا أبدًا، وقفوا هناك، يحدقون بأعينهم الفارغة الباردة.
حاولت جاهدة ألّا أضعف أمامك ولا يبدو أنني لا أجد طريقي للعودة إلى نفسي. لا تختفي ذكرياتنا مثل بقعة حبر، أنتظر أيامًا تمر حتى ينسى قلبي، ويهدأ ذهني، حتى أرى ذاك اليوم أضحك فيه دون صوتك يشتتني.
لقد كنت أحاول .. صدقني كنت أحاول أنت بحاجة إلى وقت أكثر لا أملكه. استنزفتني، حتى صرتُ لا أصلِح للحب. استغليتني، جرّدتني من هويتي. تلاعبت بي، لصغر عمري. آه، ياخسارتي .. خسارتي كانت مكسبك.
لم أعد أريد أن أقرأ من عينيك ما تفكر فيه، لم أعد مهتمة بميدان عقلك، بملاحِم مشاعرك؛ فقد فقدت مكاني فيها.
قابلت أحدهم في الطريق، وأصبح أكثر من شخص، لا أعلم ما أُطلق عليها، فإسمُها وحده يحمل معناه، بخلافِك هي، هدوء صوتك بين الغباء والصمت،البرد في كتاباتك، عدوانية مزاجك ودرجة طلاء أظافرك. فهي أكثر عُمقًا، الوقت معها يُحلق ولا أكتفي منها. أعتقدت أنني لا أستطيع البكاء بعد الآن، ولكن حينما ظهرت، بدا الأمر كما لو أنني كنت أخزن كل الدموع في روحي لتلك الأشهر وخرجت من عيني، حضورها رَد أمانًا سُلب مني معك. لعدة أيام، تحدثنا حتى الفجر حيث بدا أن القهوة والسجائر لا تنتهي أبدًا.
تعليقات
إرسال تعليق
thank u for reading <3