كنا قريبين كقُرب ديسمبر ليناير، وبعيدين كبُعد يناير عن ديسمير

 كنا قريبين كقُرب ديسمبر ليناير، وبعيدين كبُعد يناير عن ديسمير


الثانية عشر مساءً، الأول من يناير

عام سعيد عزيزي، أو من كنت عزيز. سنة أخرى، تخيّل فعلتها ! 


يبدو وكأنه بالأمس كنا نعد تنازليًا لنحتفل احتفالين، احتفال مولدي واحتفال عامنا الجديد، سيهنئني الكثير لكن أنتظرك وحدك ولا أريد منك شيئًا سواه، لا هدايا ولا إيماءات كبيرة، هل ستبذل مجهودًا أو ستخذلني كما كنت تفعل خلال الأشهر القليلة الماضية ؟ قبل عام ضيّعت أمنيتي الوحيدة في تمني الأبدية لنا ويبدو أن الأمنيات تظل أمنيات. لم أظن أني سأنجح بتخطي السابعة عشر، وها أنا سنة تفصِلُني عن مشارف العشرين. لن أكتب لك رسالة طويلة، لأني لا أريد أن أذكر الذكريات ولا أريد أن أفتح الجروح التي تحولت إلى ندوب، لن أتحدث عن تفاصيل ما مررنا به والأسباب التي دفعتنا إلى إغلاق باب الحب بيننا ووضع حد لعلاقتنا؛ فأنا لا أكتب لك بل أكتب لنفسي. هناك بعض المناسبات السنوية التي لا نريد الوصول إليها، لكن ليس لدينا خيار ونجد أنفسنا أمامها. قبل أسابيع سألت نفسي عما سأشعر به في هذا اليوم وكانت الإجابة هي نفسها: سعادة زائفة، لأنها ستكون المرة الأولى التي أقضي فيها عيد ميلادي بدونك. ومع ذلك، الآن وقد جاء اليوم، أدركت أنه قد حان في وقت أقرب بكثير مما كنت أتصور. ربحت الكثير وخسرت أكثر، وكنت أحد الأشياء التي فقدتها نهايات هذا العام، تساقطت أمنيات كثيرة وسقطت معهم. كانت سنة حافلة مليئة بك، كنت في أهم اللحظات أنت - الماضي وأنا - حتى توقفنا عن أن نكون ما كنا عليه، ولايزال جرح غيابك ينزف ويمزقني. كنت أنتظر إعتذارًا لن يأتي، شرحًا للأسباب التي دفعتك للرحيل، عناقًا لتهدئة قلبي الهش لتعيدني إلى نفسي المشتتة. أشكرك، أشكرك لأنك منحتني الوقت لأولد وأموت، أحب وأكره، أُجرح وأتعافى، لنلتقي وننفصل، كنا أحيانًا كرمز للأمل وأحيانًا مثل العبء الذي كان على كل واحد منا أن يتحمله بمفرده. لا أعرف كيف أتصالح مع العالم، أصبحت في حالة تأهب من كل لحظة خوفًا من خدشٍ يفتح جروحي. أتمنى أن تعود وتعيد لي ما أُخذ مني بقسوة فمسبقًا إعتدت أن أكون مثل كتاب مغلق لا أسمح ولا يَجرؤ أحد على قراءته، تعرّيت لك وحدك ولا أنسى الطريقة التي طويت بها صفحاتي؛ لأني وجدت فيك قارئا يقرأ روحي، أنت الوحيد الذي عرفت كيف تقرأني، لكنك قررت إغلاق الكتاب ووضعه على رفٍ يصعب علي وصوله.

أتعلم ؟ ربما هديتي تكون جوابك عن الاسئلة التي لم أجد إجابات لها. ماذا حدث لنا ؟ يبدو وكأننا بالأمس فقط كنا لا ننفصل، والآن لا يمكنني حتى أن أكون في نفس الغرفة معك فتحدَّث، أي شيء من شأنه يبرر هذا التخلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرام بحقّ ما جرى أن ننتهي غرباءً

لا تقترب، لا تقبلني الوداع

فبرايّر