حرام بحقّ ما جرى أن ننتهي أغرابًا أريد وداعًا يشبه حكايتنا، وداعًا يرقص على أوتار شعورنا، وداعًا يُطرب آذان الملائكة، يهمس حكايات عن نجومٍ كنا نراقبها معًا، عن ضحكات هزّت جدران منزل لم يعد لنا فيه مكان، وداعًا يُخلد ذكراه في صفحات التاريخ. أريد وداعًا يشبه دمعة حارة تُسكب على خدٍ شاحب، وداعًا يُشبه قبلةً أخيرةً تُطبع على جبينٍ حزين، وداعًا يشبه زهرة ذابلة تُلقى على قبر موحش لتُعلن عن قصة لم تكتب لها نهاية سعيدة. لا أريد وداعًا يشبه نسيانًا، وداعًا يُمحى، وداعًا يُطفئ دفئنا، وداعًا يُدفن مشاعرنا في قبرٍ بارد. أريد وداعًا يشبه وعدًا، وعدًا باللقاء في يوم ما، وعدًا بالعودةِ إلى حيثُ بدأنا، وعدًا بأن الوِد سيبقى حيًا مهما طال الغياب. أخشى أن نرحل بلا دموع، بلا همسات أخيرة، بلا نظرات خاطفة، بلا إعترافات ناقصة. أخشى أن نترك صفحاتنا بيضاء، بلا حكايات، بلا جروح، بلا ندوب، وكأنّنا لم نعبر يومًا من هنا، وكأنّنا لم نزرع في قلوب بعضنا شعورًا. أخشى أن نغادر تاركين خلفنا خيبة أملٍ ثقيلة، وفراغٍ لا يُملأ، وقصّة لم تكتمل، وكأنّنا لم نكن يومًا نجومًا ساطعة...